سبل الوصول الى الله -أعمال القلوب – لــ النابلسي

إنَّ في القلبِ شعثاً لا يلمُّهُ إلّا الإقبالُ على اللهِ، وعليهِ وحشةٌ لا يزيلُها إلّا الأنسُ باللهِ، وفيهِ حزنٌ لا يُذهبهُ إلّا السرورُ بمعرفتهِ، وفيه قلقٌ لا يُسكِنهُ إلّا الاجتماعُ عليه والفرارُ منهُ إليهِ، وفيهِ نيرانُ حسراتٍ لا يُطفِئُها إلّا الرضا بأمرهِ ونهيهِ وقضائهِ ومعانقة الصبرِ على ذلكَ حتّى يومَ لقائهِ، لذا نزعَ الدكتورُ النّابُلسيّ يُحدِّثُنا عن مجموعةٍ من أعمالِ القلوبِ التّي توصلنا إلى اللهِ سبحانهُ وتعالى وتصلَنا بهِ، فراحَ يروي لنا عن الإخلاصِ والصبرِ وتعظيمِ اللهِ ومحبّتهِ، وعن قصرِ الأملِ ومحاسبةِ النفسِ وعلوِّ الهمّةِ في الإقبالِ على اللهِ، وعن التفكّرِ في خلقِ السماواتِ والأرضِ، وتذوّقِ حلاوةِ الإيمانِ والافتقارِ إلى اللهِ، كما قد حدّثنا عن التوبةِ والحبِّ وذكرِ اللهِ والرضا عن اللهِ، وعن الزهدِ والتوحيدِ والفرارِ إلى اللهِ والخشوعِ والاعتصامِ باللهِ والتبتلِ، ليُنعشَ روحَ القرّاء، ويوجهَ عقولهم ويأخذَ بقلوبهمِ إلى سبيلِ الوصولِ إلى اللهِ.